"لم يعد بإمكاننا منذ سنتين شرب مياه القرية بفعل درجة الملوحة العالية، مع محدودية المتوفر منها بحكم الضغط المتزايد على خدمات الشبكة الوحيدة بالقرية ، رغم المساعى الحكومية المبذولة لتخفيف وطأة العطش الذى عانت منه عاصمة المجلس المحلى خلال السنوات الأخيرة".
بهذه الكلمات يختصر " اسلم " واقع العديد من سكان المنطقة خلال الفترة الحالية، بعدما عزفت العديد من الأسر عن شرب مياه الحنفية الوحيدة، وتعطلت الآبار التقليدية، وباتت الأنظار متجهة إلى المياه المحتمل الحصول عليها من مشروع بحيرة أظهر ، رغم عجز المشروع عن حل المشاكل القائمة في كبريات المدن بالمناطق الشرقية عموما.
يشتري السكان أطنان المياه المجلوية من أكدرنيت أو أغليق أهل وبس بمبالغ مالية باهظة (1500 للطن الواحد) وتخصص فى الغالب للشيوخ أو المرضي الذين يعانون من الضغط أو السكري أو بعض الأمراض الأخري. بينما يلجأ البقية لتغيير واقع المياه بإضافة خلطة جديدة (الألبان/ أو عصير الفول السوداني/ أو بعض الثمار المجلوبة من مالي ، والمستخدمة فى الشراب بشكل كبير : تجمخت / الكارور).
فى وسط القرية القابعة عند البوابة الجنوبية لمنطقة آوكار تحولت عين أم الحياظ (أقدم الآبار التقليدية) إلى بئر مهجورة، وهو نفس حال البئر المجاورة، بينما لايزال البئر الذي حفره سيدي بابه ولد مينحن عليه رحمة الله يكابد عاديات الزمن، رغم ملوحة المياه وقلة المتوفر منها فى أوقات الحر (فصل الصيف ).
لايتوقع السكان - بحكم التجربة والمعلوم من واقع القرية- وجود مصدر للمياه من المناطق المجاورة لقرية أم الحياظ يمكنه توفير كميات جديدة تحتاج إليه الساكنة ، ويعتمد السكان حاليا فى الغالب علي المياه المحبوبة من مسافات بعيدة، ويأملون لاحقا أن تشكل بحيرة أظهر حلا للأزمة القائمة.
يأمل بعض سكان أم الحياظ من تعزيز مكانة القرية داخل الساحة المحلية ، وجلب بعض السكان الجدد إلى الحيز الجغرافي المحاصر فعليا بثلاث قري ترفض الإأغليق أهل وبس / قرية كنيو / أحسي لحراطين) ، لكن صعوبة الحصول على مكان ملائم للسكان، وثقافة المجتمع القبلي القلق من فقدان السيطرة علي المرابع التقليدية والحدود المتعارف عليها للقبائل يجعل كل الخيارات المطروحة حاليا خارج السياق الزمني وخطوة فى الاتجاه غير الصحيح.
#آوكار_نيوز
#تابعونا
