لبراكنه : واسطة عقد البلاد ورهان النخبة الحاكمة من أجل العبور الآمن (تقدير موقف)

186 ألف مسجل بولاية لبراكنه (وسط البلاد) ، بينهم 25 ألف دخلوا سجل الولاية لأول مرة؛يشكلون أبرز كتلة انتخابية يراهن عليها الرئيس المرشح لمأمورية ثانية محمد ولد الشيخ الغزوانيبعد الحوضين والعاصمة انواكشوط.


 

لايزال أنصار الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني يتذكرون جيدا نتائج انتخابات 2019 وكيفتمكنوا بصعوبة من تجاوز 50‎%‎ من أصوات الناخبين ، بفعل الثورة غير المسبوقة ضد النظام فىجنوب الولاية، ولولا كثافة التصويت للمرشح فى مقاطعتي ألاك ومكطع لحجار لكانت لبراكنهخارج حسابات مرشح السلطة بموريتانيا. لقد  تمكن المرشح ولد الشيخ الغزواني من تأمين أكثر من20 ألف صوت فى مقاطعة ألاك (64‎%‎ من الأصوات المعبر عنها بالمقاطعة) و 14 ألف ناخب فىمكطع لحجار ، أي مايعادل 67‎%‎ من الأصوات المعبر عنها فى المقاطعة)، بينما كان منافسه المدعومبقوة من التيار الإسلامي سيد محمد ولد بوبكر قد تمكن من تأمين 13 ألف ناخب فى المقاطعتين،وهو ماعزز من متاعب النخبة الداعمة للرئيس.


 

يأمل أنصار الرئيس المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني أن لاتعيد مقاطعة "بوكي" سيناريو 2019 حينما حل المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني فى المرتبة الثانية بمعدل خمسة آلاف صوت، خلفرجل الضفة الراحل كان حاميدو بابا الذي تمكن من تأمين أكثر من سبعة آلاف صوت من أبناء جلدته الحالمين بالتغيير أو المشاركة الفاعلة علي أقل تقدير.


 

لقد كانت الدعاية السياسية القائمة علي المظلومية أقوي من ضخ المال والنفوذ، وتعثرت جهود جينرالات المقاطعة فى الأودية والسهول، أو اكتفوا بالمظاهر فى المدن الكبرى وتقارير المنسقين.


 

أما مقاطعة أمباني فقد عززت الشرخ بين جنوب الولاية وشمالها، بعدما حطت المرشح محمد ولدالشيخ الغزواني فى المركز الثالث خلف "كان حاميدو بابا، وبيرام ولد أعبيدي؛ وهي معادلة يحاولمدير ديوان الرئيس ورجل الولاية النافذ المختار ولد أجاي كسرها اليوم بقوة، وقد أعد المرشحخيارات أخري لتعزيز حظوظه بالضفة ، بينها الزج بأكثر شخصية تأثيرا فى الوسط الشبابى بموريتانيا  خلال العشرية الأخيرة (أحمد ولد يحي ) ، والذي باتت قوافل معاونيه وفنانيه وسهراتها الإنتخابية  المتنقلة عامل جذب للشباب بمجمل مناطق الضفة خلال الأيام الأخيرة. إنها محاولةيقول مصدر رفيع بإدارة الحملة لجذب الشباب إلي معترك الحملة لنقاش بعض المسلمات المغلوطة، والإستماع للطرح المغيب عنهم، وجرهم إلي ميدان السياسة من موقع المشارك ، بدل تركهم لمنطقردات الفعل والإنتقام من الكل بأي وسيلة. يصطحب ولد يحي معه "ألمين كان " نجل المرشحالرئاسي الراحل كان حاميدو بابا، ويمنحه من الحضور فى المهرجانات وإدارة الحملة مايطمئنأنصاره من شباب المنطقة، ويسيل لعاب الآخرين.


 

وفى بابابي لاتوجد مخاوف كبيرة، والفارق الذي عانت منه حملة ولد الشيخ الغزواني 2019  يمكن تقليصه بسهولة الآن (900 صوت فقط) بينما يكاد ينحسر وجود المرشح بيرام ولد أعبيديفى بعض الجيوب المحدودة بالمقاطعة.


 

أرقام تشكل عامل ضغط علي صناع القرار ، وهم يخوضون معركة الحسم، وعامل اطمئنان فىالوقت ذاته بحكم التسجيل الذي أرتفع فى مكطع لحجار وألاك بعشرة آلاف خلال المراجعة الأخيرة ،فهل تكون انتخابات يونيو 2024 بداية لتجسير الهوة بين الشمال والجنوب فى الرؤية السياسيةلمن سيحكم البلاد، أم أن الإنقسام السياسي سيظل سيد الموقف بفعل وجود خيارات بديلة يمكن أنتستهوي الناخبين، مع ضخ إعلامي متصاعد ضد السلطة ومرشحها، وتراجع دور بعض الرموزالإجتماعية والسياسية فى الفترة الأخيرة؟.

 

يدرك الكل أن معركة 2024 لن تكون معركة سهلة، وأن الرجل الذي أدار منظومة سياسية ناضجة(حلف المسار) وهو مجرد وزير ، يملك من أوراق التأثير والفاعلية مايمكنه الآن من حسم خياراتالناخبين الكبار لصالح المرشح الذي أنتقاه لمرافقته وتسيير ديوانه وإشراكه فى الرؤية العامةلإدارة البلد، بعدما حصنته خبرته وأخلاقه وفاعليته وأنصاره من سهام كثيرة تناوشته بدايةالمأمورية الحالية، بفعل تحالف بعض رجال الأعمال ، وضحايا محاربة الفساد، ورموز النخبةالسياسية المعارضة بموريتانيا.


 

علي بعد 200 متر من مقر الجهة بولاية لبراكنه (رمز سيطرة المسار) يتوافد وجهاء الولاية وأغلبرموزها علي مخيم أقامه أنصار الرجل، ومن مجمل المجالس المحلية  تنطلق وفود الداعمين لحشدأكبر قدر ممكن من سكان الولاية قبل وصول المرشح مساء الخميس 20 يونيو 2024 ، لتأكيدالمؤكد، وحسم جولة الشرق الموريتاني ومناطق الضفة، بمهرجان يبدد الشكوك حول النتائجالمحتملة يونيو 2024 ، ويقلص أحلام بعض الحالمين   بالذهاب لجولة ثانية، وقعها غير مريحفى العالم الثالث، وتداعياته مزعجة لبعض المحيطين بصانع القرار فى موريتانيا.


   
 

#آوكار_نيوز

#تابعونا