موريتانيا تدعو إلى توحيد الجهود لخفض التوترات الدولية

دعت موريتانيا، خلال افتتاح النسخة الثانية من المؤتمر الوزاري الإفريقي-الروسي المنعقد بالعاصمة المصرية القاهرة، إلى توحيد الجهود الدولية لخفض حدة التوترات الإقليمية والدولية، وتعزيز الحلول السلمية للنزاعات، بما يخدم الاستقرار والأمن في إفريقيا والعالم.
وانطلقت صباح اليوم السبت أعمال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر برئاسة مشتركة لوزيري خارجية روسيا الاتحادية وأنغولا، بصفتها الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي، وبمشاركة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والموريتانيين في الخارج، محمد سالم ولد مرزوك.
وأكد ولد مرزوك، في كلمة له بالمناسبة، أهمية انعقاد المؤتمر في سياق دولي يشهد تحولات عميقة، مشيرًا إلى أن العلاقات الإفريقية-الروسية تستند إلى إرث طويل من التعاون والدعم، تعزز منذ قمة روسيا-إفريقيا الأولى في سوتشي عام 2019، ثم قمة سانت بطرسبورغ، التي أفضت إلى اعتماد خطة عمل الشراكة للفترة 2023-2026.
وأوضح أن هذه الشراكة تمثل فرصة لبناء تعاون متوازن ومثمر، يجمع بين الدور الدولي المؤثر لروسيا، والحضور المتنامي للقارة الإفريقية بما تمتلكه من موارد وإمكانات وطموحات تنموية، مجسدًا في أجندة الاتحاد الإفريقي 2063.
وشدد الوزير على ضرورة احترام السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتعزيز التعاون الدولي القائم على العدل والمساواة، مع تكثيف المشاورات السياسية والالتزام بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، والعمل من أجل إصلاح مجلس الأمن والمؤسسات المالية الدولية بما يضمن تمثيلًا عادلًا لإفريقيا.
وفي ما يتعلق بالأوضاع الإقليمية، أكد ولد مرزوك أهمية مبدأ «الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية»، والدفع نحو التنفيذ الفعلي لقرار مجلس الأمن رقم 2719 المتعلق بتمويل عمليات دعم السلام التابعة للاتحاد الإفريقي، مشيرًا إلى أن منطقة الساحل تواجه تحديات أمنية وتنموية مترابطة تتطلب مقاربات شاملة تربط بين الأمن والتنمية.
وأشار إلى أن موريتانيا تواصل جهودها لتعزيز السلم والاستقرار في منطقة الساحل، ومكافحة الإرهاب والتطرف، ودعم الحوار والتعاون الإقليمي، معتبرًا أن الشراكة الإفريقية-الروسية يمكن أن تشكل رافدًا مهمًا لدعم هذه المسارات.
كما أبرز أهمية التعاون الاقتصادي والتجاري، خاصة في مجالات البنية التحتية والطاقة والتحول الرقمي ونقل التكنولوجيا والزراعة والصناعة، إضافة إلى تعزيز التنسيق في المحافل الدولية من أجل نظام تجاري عالمي عادل، وآليات مالية تخفف أعباء الديون عن الدول النامية.
واختتم الوزير كلمته بالتأكيد على تطلع موريتانيا إلى تطوير التعاون الإفريقي-الروسي على أساس الثقة المتبادلة والعمل المشترك، بما يخدم مصالح الشعوب ويعزز السلم والأمن والتنمية.