أدوات المجتمع الموريتاني التقليدي من التراث المحلي

إن لكل أمة ولكل شعب خصائصه ومميزاته التي أملتها عليه ظروفه ومحيطه وعبقريته الخلاقة وتختلف هذه الأدوات حسب نوعية العمران، إن كان حضريا أو ريفيا ووفق الحرف التي يختلف إليها.
وهكذا فإن المتجول في أنحاء الولايات الموريتانية ليلاحظ تنوع هذه الأدوات حسب الطبيعة المتباينة لكل إقليم. وقد اتفق بعض المختصين على تسمية هذه الأدوات المقتنيات الإناسية (أو الإتنوغرافيا) أو المتعلقة بالخصائص العرقية للشعوب.
وبالنسبة لبلادنا وطبيعتها الصحراوية الصعبة فإنها بفعل العزلة ووعورة المسالك الصحراوية كان ساكنوها مضطرين إلى ابتكار أدوات خاصة يهم تستجيب لكل نواحي الحياة اليومية.


وقد تركزت صناعة هذه الأدوات على الأجسام والمعادن التالية:


الجلود، الأخشاب، إلإبنوس، والمعادن المختلفة: ذهب، فضة، نحاس، ابرونز. وكان الازدهار الملحوظ لهذه الصناعات نتيجة صعوبة الاتصال وبدائية وسائل الإنتاج المتطورة.

 


وهنا سيتمكن المتمعن في هذا الإرث من ملاحظة أشكال مختلفة من الصناعات التقليدية كالحصائر والأواني وإيلاوشن، والأفراء وأنواع أدوات الركوب المختلفة والأواني الخشبية المختلفة والأدوات الموسيقية التي هي جمع بين الجلود والأخشاب، والصناديق الموريتانية الأصلية وأنواع من البراد المحلى بالنحاس في أشكال بديعة جدا والأقفال المختلفة الأشكال والمفاتيح. وأنواع من الحلي المختلفة الأوزان والأحجام، إلى الألعاب المختلفة ومضامين التسلية الأخرى.


كل هذا حري بالتثمين وإبراز قيمته الفنية والجمالية بغية توفير مادة علمية وجمالية للأجيال القادمة وإثراء المؤسسات التراثية التي تقوم بعملية العرض والحفظ، وتوفير هذه المواد كأداة تعرض للبحث من طرف جمهور الباحثين والمهتمين.
إلا أنه وللأسف الشديد فإن الكثير من هذه الأدوات القيمة قد فقدت أو تلاشت بفعل تقدم الصناعات التحويلية العصرية وكذا تحول حاجة الزبناء إلى الصناعة المتطورة.


الأدوات المشتقة من الجلود


إن الاشتغال بالجلود في مجتمعنا حرفة نسوية تعتمد الدباغة والخياطة والزخرفة وتلوين جلود الأغنام والضأن والغزال.
وقد عرف هذا الفن أوجه ونصاعته منذ قرون وذلك عندما نشاهد أغلفة كتب المخطوطات والوسائد الزاهية والألوان والأشكال المختلفة للمحافظ (تاسوفره، إلويش... الخ) ويتمتع صانعو أو فنانو هذه المادة قدرة فائقة في تنميقها وتزيينها.

 

1) التاسفرة (حافظة الأمتعة): أو حقيبة

 

إن التاسوفرة عبارة عن كيس أو حقيبة جلدية لحفظ الأغراض أو بعض الأمتعة الضرورية وهي مصنوعة من جلد الأغنام أو النعاج المدبوغة. وتكرس العاملة في صناعة التاسوفرة الكثير من الوقت في زخرفتها بالألوان المختلفة على أساس أصفر أو أحمر تتخلله شرائط سوداء أو حمراء وأشكال مصغرة مرسومة بالريشة.
وتكون فتحتها بها عيون متباعدة نسبيا ومفتولة جيدا لضمان إقفال الفتحات.
ويبلغ متوسط التاسوفرة: 50 سم × 1 م.

2) الخيمة:

هي أساس المساكن التقليدية الموريتانية وذلك لأن المجتمع في أصله مجتمع يدوي متنقل. وتكون الخيمة عادة مصنوعة من أوبار الماعز والإبل سوداء اللون، جاهزة دائما للترحال بفعل ضروريات الحياة الرعوية القائمة على تربية الحيوانات التي تعتمد في الأساس على الكلأ والأثاث المرتبط بها يشمل الحصائر، الأسرة، الحشية المحلية، الفرو، إليوشن، الوسائد: آمشقب، أنواع أخرى في الحقائب الجلدية التاسوفرة، الظبية، الكونتية، المصر، المزود... الخ.

3) الوسائد الجلدية:

هي أساسا مجمل الأثاث الموظف في وسائل الراحة بالخيمة، فتجدها موزعة على الحصائر أو الأسرة الخشبية كدعامة للرأس في حال الاسترخاء، أو المرفق في حالة الحديث أو تبادل الآراء، وإسناد الركب للنساء اللاتي يقمن بعملية الشاي أو المشاركة في الحديث.
والوسائد عادة مكونة من ثلاث قطع من الجلد، اثنتان منها ذات شكل شبه دائري أعني السفلى والعليا. وفي الغالب مزخرفة وملساء ترتبط أطرافها بشريط من الجلد مصبوغ باللون الأحمر الفاتح.
إن هذا الشريط هو الذي يحدد أبعاد الوسادة إذا كانت فردية أو زوجية.

4) إليويش (بساط الصلاة):

وهو من اختصاص الرجال، وخاصة كبار السن أو العلماء الأعيان. ويستعمل للصلاة والعبادات المختلفة. وكذا بساط للمعلم وللمفتي، كما أنه يستعمل في بعض الأحوال كبساط للراحلة إبان ركوب الجمال.
ويتركب إليويش من جلد مسطح واسع مدبوغ ومصبوغ ومزخرف بأشكال مختلفة مطرزة كما يضم بعض قطع المرايا "تدفع عين الحسود".

5) الظبيه (حافظة الحبوب)

إن الظبيه أو حافظة الحبوب تشبه شيئا ما التاسوفره. لكن بدل فتحة على طول العرض فإنها تنتهي بفتحة أشبه برقبة من الجلد لينة يمكن جمعها وإغلاقها بحبل من الجلد. وتحفظ فيها أشكال الحبوب المختلفة التي يستعملها صاحبها في قوته اليومي. وقلما تكون مزخرفة، وإنما مصبوغة بلون موحد وتوضع على كفل الجمل كدعامة للراحلة فترة التنقل.

6) التيزياتن:

التيزياتن (دعامات الهودج) عبارة عن كيسي جلد كبيرين مملوءين بالحشيش. وهي من فئة أثاث الخيمة التي ترجع ملكيتها للنساء. وهذه التيزياتن ذات شكل شبه مربع منتفخ إلى أعلى تتخلله شرائط من الجلد المطرز المعروف بحلي التيزياتن (احفول التزياتن).
وتوظف هذه الأكياس كدعامات للهودج الذي تجلس عليه النسوة في موسم الترحال.

7) القربة: (حافظة الماء)

من أثاث المجتمع الريفي أيضا القربة التي يحفظ بها الماء، من نقله من البئر إلى حفظه للتبريد وهناك أشكال مختلفة من هذه القرب المصنوعة من جلود الأغنام. وهناك القربة التي يجمع فيها التمر، وهناك الدلو المصنوع من الجلد لجذب الماء من البئر وقربة لحفظ الألبان بغية استخلاص "الدهن" أو السمن، وأخرى لحفظ مادة السكر والشاي تسمى كونتيه، وكذا أم العراگيب أو الملگاطة.

8) الفرو (غطاء – فراش)

إن الفرو هو فراش وغطاء في نفس الوقت مكون من تجميع لعدة جلود خراف وشكله غير متساوي الأضلاع ترتبط الجلود ببعضها بشريط من الجلد الأحمر وأطرافه يمكن أن تطرز برسوم بواسطة ريشة. وهو من أثاث الخيمة الأصلية، وعند المجتمع البيظاني أمثلة عديدة فعندما يريدون تغيير الموضوع إذا دخل أحد الأطفال عليهم (هذا الفرو فيه جل اخروف)، وذلك يعني باختصار " إن للحيطان آذانا".

9) آمشقب (من يتعرض للتعب)

إن استعمال أمشقب في الركوب بوضع أرجله إلى أعلى، أما تحت الخيمة فيقف على دعاماته، وتوضع عليه الأمتعة، وعلى الجمل يعتبر كراحلة ويمكن أن يكون فوقها غطاء وهو للنسوة والأطفال وصغار الحيوانات (ماعز – خرفان).
إن هذه الدعامة ذات اللوحات المنحوتة تعتبر من أجمل إنتاج الصناعة التقليدية المحلية.

10) نعال وأدوات أخرى (ذات سوادر، تنباتن)

من صناعة الجلود أيضا النعال الجلدية المزخرفة بالألوان المختلفة، وحافظة أدوات للتدخين (البيت) والأحراز ذات الأغلفة الجلدية المتنوعة وأحزمة الظهر وأخرى للسراويل التي تكون بعض أشكالها محفورة بها أشكال هندسية بديعة.
إن للأحراز أو الكتب المعدة لحفظ النفس ضد العوالم الغيبية أشكال جمالية متباينة وتكون مدلاة بخيط غليظ من الجلد على الصدر. أما أداة حفظ التبغ أو "البيت" فتتكون من أربع جيوب مطرز أعلى كل واحد منها، ولكل جيب وظيفة حفظ إحدى هذه الأدوات. وتكون العليا منها متثبة بزر جلد عند نهاية البيتة.

القطع التي تجمع بين الجلود والأخشاب

1- الطبل:
من فئة الأدوات الموسيقية، وهو أيضا وسيلة إعلامية للإمارة أو العشيرة. وهو مكون من جلد مشدود على آنية خشب.
2- الآردين:
أداة موسيقية نسوية مركبة من جلد مدبوغ رقيق ومزخرف على نصف آنية من الخشب أو من دقمو، يشبه القيثارة المصرية.
3- التدنيت:
هي أداة موسيقية يستعملها الرجال، على شكل قيثارة مصغرة من خشب آدرس الخفيف، ذات عصى طويلة تنتهي بقطعة من الحديد، تحدث صوتا متميزا.
4- دقمو:
أداة موسيقية من القرع، من فئة المزامير، بها فتحتان. وهي من الأدوات النفخية، تستعملها عادة الفتيات.
أدوات من الخشب
إن مادة الخشب تعتبر إحدى دعامات الابتكار المحلي فهناك الكثير من القطع المزخرفة والأدوات المنزلية والأثاث ووسائل الركوب مصنوعة من الخشب.
1- التاديت:
وهو إناء مصنوع من خشب آدرس، مستطيل الشكل، وقد يكون مزخرفا، ويستعمل في حلب الأغنام أو الضأن أو الأبقار.
2- أشناد (حاملة أوان):
إن هذه الآنية صناعة صرفة من ولاتة. وتستعمل في حفظ الأواني بعيدة عن عبث الأطفال والحيوانات وهي ذات ثلاث دعامات في الأعلى لاحتواء الإناء.
3- ومن الأخشاب أيضا: مجموعة أدوات هي: المسابح، النعال، المساوك، المشط، الخظاظ (إعداد الشراب).
4- البكرة:
أداة من جذع شجرة، تستعمل لجذب الماء من البئر عبر الخطوط المحفورة عليها.
5- السرير الخشبي (الخبطه):
سرير كله من الخشب ويتركب من حصير من الجريد وخمسة أعمدة وأربع دعامات على الأطراف.
6- أبواب ولاتة:
هي أبواب مصنوعة محليا من الخشب ومطعمة بالحديد، ذات جرس في أعلاه. ويعتبر وجها من الحضارة العربية في الأندلس.
7- بطة أتاي (علبة الشاي):
هي علبة مصنوعة من خشب آدرس لحفظ آنية الشاي، البراد، والكؤوس، محفور فيها أماكن الأدوات.

8- المحگن:
أداة قمعية الشكل من الخشب، وفي بعض الأحيان مزخرفة. تستعمل لملإ القرب من الماء، وبعضها يستعمل لإدخال اللبن والدهون في الشكوة.
9- الراحلة:
أداة ركوب الجمال مصنوعة من ألواح من الخشب وقطع من الجلد المدبوغ والمزخرف. توضع على ظهر الجمل بغرض الركوب.
10-الهودج:
أداة ركوب نسوية من الخشب والجلد. تتسع للأطفال وصغار الحيوانات.
11-الصندوق المحلى بالنحاس:
وهو صندوق من الخشب، يعتبر أول أثاث لحفظ الأمتعة. وهو مشبب بالنحاس، بأشكال مختلفة مثبتة بمسامير حمراء.
12-حمار الگرب (حامل القربة):
هي أداة من الخشب تعلق عليها القرب في طرف الخيمة، ويقصد بها تبريد الماء وسهولة تناوله.
13- اللوح:
وسيلة للتعلم وهو مصنوع من الخشب، بغرض كتابة النصوص الدينية وحفظها. وهناك ألواح أخرى لدى الصانعات في ميدان الجلود.
14-اكرور:
هي قطعة من الخشب محفورة بها عدة أعين، تستعمل كوسيلة تسلية، وعادة ما تكون مزخرفة.
15- السيگ:
هي مجموعة عصي من الخشب وتكون منمقة وملونة مصقولة ملساء، وتستعمل كأداة للعب السيگ.
16- الحصيرة:
هي فراش من جذوع الجريد، مفتولة بأسلاك من الجلد الملونة بأشكال جميلة. وفي بعض الأمثال عندما نخفي أمر، يقال "هذه الحصيره فيه اجريده ما هي منه".
17-المهراز:
إناء أسطوني إلى أعلى تطحن فيه الحبوب.
18- المدق:
عود غليظ مقدود من الخشب يستخدم في طحن الحبوب داخل المهراز.
19- القفل الخشبي:
في شنقيط وولاته يوجد قفل على شكل مزلاج يستعمل كقفل للأبواب الخشبية، يمر تحت فتحة مستطيلة من الخشب.
20-دعامات الخيمة أو البنية:
هي أعواد من الخشب تكون مثبتة للبنية أو الخيمة، وفي بعض الحالات تكون بها أشكال هندسية منحوتة.
21- القشاش (القرع):
أوان مختلفة تصنع من هذه المادة من أهمها التشقليت، الكوز، القشاشه. ومنها ما يكون مزخرفا ومنها غير ذلك.
22- المكاييل (وحدات الأوزان):
هي أوان تحدد أوزان الحبوب ومقاديرها، مبتكرة من الأخشاب على شكل أسطواني، ومنها: النفگ، والمد والربعيه.
23-السرج:
أداة ركوب للخيول، مصنوعة من الجلد والخشب.

المواد المعدنية:

العمل بالمعادن حرفة رجالية، وتضم الذهب والفضة وغيرها. ويعتبر الحديد معدنا مشحونا بالأرواح الشريرة، ويستدل العاملون فيه على ذلك بالآية الكريمة "وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس".
1- خلخال:
هو سوار خاص بأرجل النساء الغرض منه الزينة، كما أنه يطرد الحشرات والزواحف، وهو مصنوع عادة من الفضة والألمنيوم. وبعضها يكون مزخرفا.
2- دبليج (سوار):
وهو من الفضة، يستعمل كحلي ويدخل في زند (ساعد) المرأة يمتاز بحبيبات غليظة في الوسط.
3-الركبة (الخواتم):
توجد أنواع مختلفة من الخواتم التي توضع في الأصابع سواء للرجال والنساء. وتصنع من مختلف المعادن.
4- ازناد (ولاعة):
قطعة من الحديد مزخرفة، تستعمل لإشعال الشرارة بضغط على قطعة ومادة من الصوان (سيليكس) لإشعال الغليون أو (الطوبة).
5- معول السكر (دگداگه/كساره):
وهو معول صغير مصنوع من الحديد المطعم بالنحاس لتكسير السكر.
6- أمنگاش:
هي أداة لاجتذاذ الأشواك من الرجلين. وهو مصنوع عادة من الفضة أو من النحاس.
7- الخنجر:
أداة حرابة مصنوعة من الفضة المطعمة بالنحاس عند طرفها السفلي ومزخرفة.

8- العقد الذهبي (القلادة):
وهي حلي للزينة توضع حول الرقبة وهي مصنوعة من الذهب.
9- آمجونة:
قطعة من الذهب مصاغة توضع في مقدمة رأس الفتاة غير البالغة، وتثبت في الهداره.
10- العلاليق (ابدل):
أقراط (أو أخراص بالحسانية) كبار من الذهب عادة ما تضعها النساء في أسفل الأذن، خاصة في مناطق الجنوب.
11- العصابة:
هي زينة (احفول) الجبهة من الذهب. وتتكون من لحوافر وادرك وهي من الحلي.
12- السبحة (مجموعة أرساق):
مجموعة أرساق نسوية توضع داخل زند المرأة بغرض الزينة.

أوان من الخزف

1- الگدرة (قدر الماء):
يوجد بكيهيدي وبوقي أشكال مختلفة من القدور لحفظ الماء أو الحبوب. وفي بعض الحالات، تكون ملونة بالأبيض والأخضر ومزخرفة.
2- بنبيز (كانون):
وهي آنية من الخزف لإيقاد النار من أجل التدفئة وإعداد الأطعمة.
3- أسلاي:
آنية من الخزف لإعداد الأطعمة المشتقة من الحبوب كالكسكس والنشويات المختلفة.
4- قدر البخور:
آنية مصنوعة من الخزف بولاتة لإشعال البخور والروائح الطيبة الأخرى تعرف ب"اگدح لبخور".
5- دار الأوزار (أو دار الدمى):
هي مجسمات صغيرة لدور من الخزف، تصنع بولاته، بمكوناتها، وساكنيها وأوانيها المختلفة. وهي للتربية والتسلية معا.
19- أولاد السيگ:
وحدات من الخزف عبارة عن حيوانات تستعمل في تشكيل مكونات السيگ.
20-الدرمانيات ((نساء من الخزف):
رسوم بشرية نسوية مصنوعة من الطين، تصنع كساكنة لدار الأوزار.
21- المطموره:
هي آنية أسطوانية من الخزف يبلغ ارتفاعها 1.5 م وقطرها 0.6 م، وتعتبر مخزنا للحبوب، تكون مثبتة داخل المخزن.

اعداد مديرية الثقافة والفنون
وزارة الثقافة والصناعة التقليدية