الجيش والسياسة والطيف المعارض / الصحفي سيد أحمد محمد باب

 

مع بداية الأزمة السياسية سنة 2008 دفعت قوى المعارضة بالآلاف من الشباب إلى الشوارع وتصدرت لغة التخوين والتهويل منابر الخطباء، وركزت الأطراف السياسية المناوئة للإنقلاب الذى أطاح بالرئيس الراحل سيدى محمد ولد الشيخ عبد الله - عليه رحمة الله - خطابها على الرفض المطلق لتصدر قادة الجيش أو المنحدرين منه للمشهد السياسى، وكانت مجمل خطابات الطيف المعارض تدور حول ضرورة إبعاد الجيش عن السياسة بدعوى إفساد الجيش للسياسة وإفساد السياسة للجيش.

وحينما رفعت شعارات الميادين فى أوج الحراك المطالب بالرحيل 2011 كانت مجمل مطالب النخب الشبابية المرفوعة وقادة الكتل السياسية الراعية للإحتجاج تنحصر فى شعار واحد أو أثنين "ياعزيز ياغزوانى خل عنكم موريتاني". أو "موريتانيا حرة حرة والجيش يطلع بره"…

غير أن عجلة الزمن كانت كفيلة بتفكيك تلك المنظومة التى أسست على غير هدى أو تروى ، وتبين للكل أن المشكلة فى الأفراد لا فى المؤسسات ، وأن الحاضنة العسكرية قد تكون أهدى وأقوم قيل من الساحة المدنية.

لقد شاهد قادة الجبهة والتكتل (مسعود ولد بلخير / أحمد ولد داداه/ يحي ولد الوقف/ جميل ولد منصور / محمد محمود ولد لمات / يحي ولد الكبد / حبيب ولد حمديت / فاطمة بنت خطري/ العزة بنت همام / الصوفى ولد الشيباني .. وغيرهم ) أن الشعار الذى رفعوه يومها كاد يحرم البلاد من رجل يجمعون اليوم على أنه الأفضل من بين كل الذين اصدروا المشهد العام بموريتانيا.

إن المعارضة السياسية بكل ألوانها بحاجة - وبدون تأخير- إلى العمل من أجل كسب قلوب الناس والعيش مع الناس وطرح خيارات مقنعة للناخب ، بدل محاولة البحث عن حلول غير منطقية أو أخلاقية أو دستورية تجعلها الخيار الوحيد المتاح للجمهور فى أي استحقاق قادم. أما غير ذلك فهو استثمار فاشل ومحاولة بائسة تفتقد لكل مقومات الفعل السياسى الراشد .